فوائد الصيام

الصيام

أن الصوم ممارسة تعود إلى قرون مضت وتلعب دورًا مركزيًا في العديد من الثقافات والأديان. يعرف بأنه الامتناع عن كل أو بعض الأطعمة أو المشروبات لفترة محددة من الزمن، وهناك الصوم الإسلامي وكذلك الصوم المتقطع . من ناحية أخرى، ينطوي الصيام المتقطع على دورات بين فترات الأكل والصوم، تتراوح بين بضع ساعات إلى بضعة أيام في كل مرة. ثبت أن الصوم له فوائد صحية عديدة، من التخلص من الوزن إلى تحسين وظائف المخ. كذلك الصيام المتقطع أحدث صيحة في النظام الغذائي مع العديد من الادعاءات بأنه مفيد لصحتك. يمكن لمعظم الناس الاستفادة من دورات الصيام المتقطعة المتكررة. وقد أظهرت الدراسات أنه يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض عديدة. وكشف أحدث اكتشاف عن بروتين قد يكون مسؤولًا في الغالب عن كيفية تحسين الصيام المتقطع لصحة الجسم.

ما هي فوائد الصيام

للصيام عدة فوائد صحية تحمي الأجسام من أضرار و أمراض كثيرة. نقدم لكِ القليل من هذه الفوائد:

وقاية من الأورام: يقوم الصيام مقام مشرط الجراح الذي يزيل الخلايا التالفة والضعيفة من الجسم، فالجوع الذي يفرضه الصيام على الإنسان يحرك الأجهزة الداخلية لجسمه لاستهلاك الخلايا الضعيفة لمواجهة ذلك الجوع، فتتاح للجسم فرصة ذهبية كي يسترد خلالها حيويته ونشاطه، كما أنه يستهلك أيضاً الأعضاء المريضة ويجدد خلاياها، وكذلك يكون الصيام وقاية للجسم من كثيـر من الزيادات الضارة مثل الحصوات، الرواسب الكلسية، الزوائد اللحمية والأكياس الدهنية وكذلك الأورام في بداية تكونها.
حماية من السكر: هو خير فرصة لخفض نسبة السكر في الدم إلى أدنى معدلاتها، وعلى هذا فإن الصيام يعطي غدة البنكرياس فرصة رائعة للراحة، فالبنكرياس يفرز الأنسولين الذي يحول السكر إلى مواد نشوية ودهنية تخزن في الأنسجة، فإذا زاد الطعام عن كمية الأنسولين المفرزة فإن البنكرياس يصاب بالإرهاق والإعياء، ثم أخيراً يعجز عن القيام بوظيفته، فيتراكم السكر في الدم وتزيد معدلاته بالتدريج حتى يظهر مرض السكر. وقد أقيمـت دور للعلاج في شتى أنحاء العالم لعلاج مرضى السكر باتباع نظام الصيام لفترة تزيد على عشر ساعات وتقل عن عشرين حسب حالته، ثم يتناول المريض وجبات خفيفـة جداً، وذلك لمدة متوالية لا تقل عن ثلاثة أسابيع. وقد جاء هذا الأسلوب بنتائج مبهرة في علاج مرضى السكر ودون أية عقاقير كيميائية.
علاج الأمراض الجلدية: إن الصيام يفيد في علاج الأمراض الجلدية، والسبب في ذلك أنه يقلل نسبة الماء في الدم فتقل نسبته بالتالي في الجلد، مما يعمل على، زيادة مناعة الجلد ومقاومة الميكروبات والأمراض المعدية الجرثومية. التقليل من حدة الأمراض الجلدية التي تنتشر في مساحات كبيرة في الجسم مثل مرض الصدفية. تخفيف أمراض الحساسية والحد من مشاكل البشرة الدهنية. مع الصيام تقل إفرازات الأمعاء للسموم وتتناقص نسبة التخمر الذي يسبب دمامل وبثوراً مستمرة .

فوائد الصيام للمخ

وجدت العديد من الدراسات أن الصيام يمكن أن يكون له تأثير قوي على صحة الدماغ.

أظهرت إحدى الدراسات أن ممارسة الصيام المتقطع لمدة 11 شهرًا أدى إلى تحسين كل من وظيفة الدماغ وبنية الدماغ.
ذكرت دراسات أخرى أن الصيام يمكن أن يحمي صحة الدماغ ويزيد من توليد الخلايا العصبية للمساعدة في تعزيز الوظيفة الإدراكية.
لأن الصيام قد يساعد أيضًا في تخفيف الالتهاب، فقد يساعد أيضًا في منع الاضطرابات العصبية التنكسية.
على وجه الخصوص، تشير الدراسات التي أجريت إلى أن الصيام قد يحمي من النتائج ويحسنها في حالات مرض الزهايمر ومرض باركنسون
تظهر الدراسات أن الصيام يمكن أن يحسن وظائف المخ، ويزيد من توليف الخلايا العصبية، ويحمي من الأمراض العصبية التنكسية.

فوائد الصيام للرجيم

يزيد الصوم من التمثيل الغذائي ويساعد في الحفاظ على أنسجة العضلات لتقليل وزن الجسم والدهون في الجسم.
من الناحية النظرية، يجب أن يقلل الامتناع عن تناول جميع الأطعمة والمشروبات إلى خسارة السعرات الحرارية الإجمالية، مما قد يؤدي إلى زيادة فقدان الوزن بمرور الوقت.
وجدت بعض الأبحاث أيضًا أن الصيام قصير المدى قد يعزز عملية التمثيل الغذائي عن طريق زيادة مستويات الناقل العصبي norepinephrine، مما قد يعزز فقدان الوزن.
في الواقع، أظهرت إحدى المراجعات أن الصيام طوال اليوم يمكن أن يقلل وزن الجسم بنسبة تصل إلى 9 ٪ ويقلل بشكل كبير من دهون الجسم على مدى 12-24 أسبوعًا.
وجدت مراجعة أخرى أن الصيام المتقطع على مدى 3-12 أسبوعًا كان فعالًا في إحداث فقدان الوزن مثل التقييد المستمر للسعرات الحرارية وانخفاض وزن الجسم وكتلة الدهون بنسبة تصل إلى 8٪ و 16٪ على التوالي.
بالإضافة إلى ذلك، وجد أن الصيام أكثر فعالية من تقييد السعرات الحرارية في زيادة فقدان الدهون مع الحفاظ في الوقت نفسه على أنسجة العضلات.

فوائد الصيام للجسم

الصيام له فوائد متعددة لجسم الإنسان، وصحته بصورة عامة، وهنا بعض فوائد الصيام للجسم.

وقاية من داء الملوك: وهو المسمى بمرض "النقرس" والذي ينتج عن زيادة التغذية والإكثار من أكل اللحوم، ومعه يحدث خلل في تمثيل البروتينات المتوافرة في اللحوم "خاصة الحمراء" داخل الجسم، مما ينتج عنه زيادة ترسيب حمض البوليك في المفاصل خاصة مفصل الأصبع الكبير للقدم، وعند إصابة مفصل بالنقرس فإنه يتورم ويحمر ويصاحب هذا ألم شديد، وقد تزيد كمية أملاح البول في الدم ثم تترسب في الكلى فتسبب الحصـوات، وإنقاص كميات الطعام علاج رئيسي لهذا المرض الشديد الانتشار.
آلام المفاصل: آلام المفاصل مرض يتفاقم مع مرور الوقت، فتنتفخ الأجزاء المصابة به، ويرافق الانتفاخ آلام مبرحة، وتتعرض اليدان والقدمان لتشوهات كثيرة، وذلك المرض قد يصيب الإنسان في أية مرحلة من مراحل العمر، ولكنه يصيب بالأخص المرحلة ما بين الثلاثين والخمسين، والمشكلة الحقيقية أن الطب الحديث لم يجد علاجاً لهذا المرض حتى الآن، ولكن اثبت بالتجارب العلمية في بلاد روسيا أنه يمكن للصيام أن يكون علاجاً حاسماً لهذا المرض، وقد أرجعوا هذا إلى أن الصيام يخلص الجسم تماماً من النفايات والمواد السامة، وذلك بصيام متتابع لا تقل مدته عن ثلاثة أسابيع، وفي هذه الحالة فإن الجراثيم التي تسبب هذا المرض تكون جزءاً مما يتخلص منه الجسم أثناء الصيام، وقد أجريت التجارب على مجموعة من المرضى وأثبتت النتائج نجاحاً مبهراً.

فوائد الصيام للكبد

الصيام مفيد للغاية لكبد الإنسان، وهو من أهم الأعضاء والمسئول بصورة كبيرة عن تنظيف جسم الإنسان من السموم.

يؤثر الصيام كل يوم على البروتينات في الكبد، ويظهر تأثيرًا غير متوقع على استقلاب الأحماض الدهنية والدور المدهش الذي يلعبه بروتين منظم رئيسي يتحكم في العديد من المسارات البيولوجية في الكبد وأعضاء أخرى.
الصيام يمكن أن يكون تدخلاً فعالاً لعلاج المرض وتحسين صحة الكبد.
يعيد الصيام برمجة بروتينات الكبد، التي تؤدي مجموعة متنوعة من وظائف التمثيل الغذائي الأساسية.
وجد الباحثون أن بروتين HNF4- (ألفا)، الذي ينظم عددًا كبيرًا من جينات الكبد، يلعب دورًا غير معروف سابقًا أثناء الصيام.

فوائد الصيام للقلب

تعتبر أمراض القلب السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، حيث تمثل ما يقدر بنحو 31.5٪ من الوفيات على مستوى العالم.

يعد تغيير نظامك الغذائي ونمط حياتك أحد أكثر الطرق فعالية لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.
وجدت بعض الأبحاث أن دمج الصيام في روتينك قد يكون مفيدًا بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بصحة القلب.
كشفت إحدى الدراسات الصغيرة أن ثمانية أسابيع من الصيام قللت من مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية بنسبة 25٪ و 32٪ على التوالي .
أظهرت دراسة أخرى أجريت على 110 من البالغين الذين يعانون من السمنة المفرطة أن الصيام لمدة ثلاثة أسابيع تحت إشراف طبي أدى إلى انخفاض كبير في ضغط الدم، وكذلك مستويات الدهون الثلاثية في الدم، والكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار.
بالإضافة إلى ذلك، ربطت دراسة أجريت على 4629 شخصًا الصيام بانخفاض خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي، فضلاً عن انخفاض خطر الإصابة بمرض السكري بشكل كبير، وهو عامل خطر رئيسي لأمراض القلب
أكد الكثيرون من أساتذة الأبحاث العلمية والطبية أن الصوم لأنه ينقص من الدهون في الجسم فإنه بالتالي يؤدي إلى نقص مادة "الكوليسترول" فيه. زيادة معدلات الكوليسترول مع زيادة الدهون في الجسم تؤدي إلى تصلب الشرايين، كما تسبب تجلط الدم في شرايين القلب والمخ، لذلك يحمي الصيام من هذه الأمراض.